شرح رياض الصالحين من كلام سيّد المُرسلين
كتاب ( شرح رياض الصالحين من كلام سيّد المُرسلين ) بسم الله الرحمن الرحيم كما وعدنا محبي الشيخ بتقديم نبذة عن كتبه ، نبدأ اليوم بهذا الكتاب ، سائلين الله أن ينفع الجميع . تاريخ تأليف الكتاب : قام الشيخ / محمّد علي الصابوني حفظه الله ، بشرح كتاب رياض الصالحين في عام 1398ه الموافق 1978م ، وتمّ طبعه وتوزيعه في ذلك الوقت ، ثم في عام 1422ه الموافق 2001م ، أعاد الشيخ شرح الكتاب وزاد عليه زيادات وفوائد مهمّة ، وتوسّع في شرحه , وبيان معاني ألفاظه ، بأسلوب سهل ميسّر ، يضم ( 704 ) سبعمائة وأربع صفحات ، فطُبع الكتاب ونُشر في معظم الدول الإسلاميّة . موضوع الكتاب : توضيح وبيان لدقائق المعاني ، وبدائع الأحكام في الأحاديث النبويَّة الشريفة ، الواردة في كتاب رياض الصالحين للإمام النووي . أهميّة الكتاب : يقول الشيخ الصابوني ( هذا وإن كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين لمؤلفه الإمام المحدّث العلاّمة الشهير ( يحي بن شرف النووي ) رحمه الله ، الذي أجمعت الأمّة على علمه وفضله ، ونيله قصْب السبْق في الفقه ، والحديث ، من خير الكتب والمراجع في السنّة النبوية المطهّرة ، ولا تكاد تخلو منه مكتبة ، أو مدرسة ، أو بيت مسلم ، لما حواه بين دفّتيه من كنوز ثمينة ، من هدي سيد المرسلين ، في شتى العلوم والفنون …… ثمّ يقول : وهنا لا بدّ من التنويه إلى أنّ كتاب رياض الصالحين قد لاقى قبولاً حسناً ، في شتّى أقطار المسلمين وديارهم ، ببركة إخلاص مؤلّفه ، وانتشر انتشاراً باهراً بين المسلمين ، فهو يُقرأ صباح مساء في المساجد …. سبب شرح الكتاب : يقول الشيخ الصابوني ( لهذا كانت الحاجة ماسّة إلى شرح موجز ميسّر ، يفهمه الخاصّة والعامّة ، ليستفيد منه كلّ مسلم ومسلمة ، ويقبس من مشكاة النبوّة ما يضيء له طريق الخير والسعادة ) . أسلوب الشارح في هذا الكتاب : لا يخفى على أحد من قرّاء كتب الشيخ وطلابه ، أن الله قد وهبه ملكة اليسر والسهولة ، فهو يوصل المادّة العلميّة بأسلوب سهل وبسيط يفهمه العامّة والخاصّة ، وكان شرحه لهذا الكتاب من باب تسهيل فهم الحديث الشريف نظراً لحاجة كلّ مسلم للسنّة النبويّة ، يقول الشيخ حفظه الله في مقدّمته لهذا الشرح : ( وقد رأيت أن أضع شرحاً موجزاً مبسّطاً ، وافياً للغرض لهذه الأحاديث ، ليستنير بها القارئ ، ويفهم معاني تلك الأحاديث الجليلة ، ويقف على ملامح النور والهداية التي زخرت بها السنّة النبويّة العطرة ، ولا يفوتني هنا أن أذكر أنني قد شرحت بعض الألفاظ الغريبة ، التي غفل عنها المؤلف رحمه الله ، كما ذكرت بعض الفوائد الهامّة ، التي وردت في هذه الأحاديث ) . بعد ذلك ذكر الشيخ الصابوني مقدّمة للكتاب ، بيّن فيها مكانة شيخ الإسلام ( الإمام النووي ) ، يقول فيها : حاز الإمام النووي رحمه الله قصْب السبْق في العلم والدراسة ، حتى فاق الأقران ، ثمّ أخذ في التصنيف والتأليف لما بلغ الثلاثين من العمر ، وجمع بين العلم والعمل ، ووفّق بين العبادة والدراسة ، فكان علماً بارزاً ، وطوْداً شامخاً ، وإماماً بارعاً ، وحُجّة ثقة في علمه ، ودينه ، وإخلاصه . ثم ذكر الشيخ ثناء العلماء على الإمام النووي ، ثمّ شيئاً عن حياته ونشأته وولادته ، وذكر أن الإمام النووي إنما هو نسبة إلى ” نوى ” من سوريا ، بمنطقة الجولان ، قريبة من حوران . ثمّ ذكر شيئاً عن مصنّفات الإمام النووي التي زادت على الثلاثين مصنّفاً ، منها شرح صحيح مسلم ، وشرح المهذّب ، وكتاب الأذكار ، وبستان العارفين وغيرها من الكتب المهمّة . وكتاب ( رياض الصالحين ) يتضمّن ألفاً وثمانمائة وأربعة وتسعين حديثاً شريفاً ، يبدأ بحديث ( إنّما الأعمال بالنيّات … ) وينتهي بحديث ( إذا دخل أهل الجنّة الجنّة ، يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ …… ) الجديث ، والكتاب مقسّم إلى أبواب ، أوّلها باب ( في الإخلاص وإحضار النيّة ) وآخرها باب ( في بيان ما أعدّ الله للمؤمنين في الجنّة ) يقول الشيخ الصابوني : وقد ترجم المؤلف رحمه الله لكلّ هذه الأبواب ، بتراجم تشير إلى عناوين الأبحاث التي تناولتها الأحاديث النبويّة الشريفة ، التي اختارها الإمام النووي وانتقاها من كتب الصحاح الستّة ، بحيث يسهل على كلّ قارئ معرفة الأحاديث النبويّة ، التي ترجمت لها عناوين الأبواب ، ليرى مجموعة من هدي سيّد المُرسلين صلى الله عليه وسلّم ، وقد اجتمعت في باقة عطرة زاهية ، في الموضوع الذي يتوخاه . وقد فهرس الشيخ الصابوني هذا الكتاب بفهرسين ، تسهيلاً للقارئ والباحث ، فهرس للأحاديث النبويّة الشريفة ، مرتب حسب الأحرف الأبجديّة ، وفهرس للمحتويات ، يتضمّن عناوين الأبواب كما ذكرها الإمام النووي رحمه الله . وقد طُبع هذا الكتاب عدّة طبعات ، بلغت أعداد النُسخ المطبوعة منه ما يزيد عن سبعين ألف نسخة ، في الدول العربيّة غير ما طبع في الدول الأخرى , وتتم ترجمته حاليّاً إلى عدّة لغات منها الإندونيسيّة والتركيّة . وكتاب ( شرح رياض الصالحين للصابوني ) مقرر على طلاب الكثير من المعاهد الشرعيّة في إفريقيا ودول آسيا كإندونيسيا وماليزيا وبروناي ، وبعض الدول العربيّة ، وتركيا ، كما أنه بين يدي أئمة المساجد لمساعدتهم في تقديم دروس دينيّة في المساجد للعامّة ، نظراً لسهولة الكتاب . ولعلّ الشيخ الصابوني قد ناله من بركة دعاء الإمام النووي الذي قال في مقدّمة كتابه ( شرح رياض الصالحين ) : وأرجو إن تمّ هذا الكتاب ، أن يكون سائقاً للمُعْتَني به إلى الخيرات ، حاجزاً له عن أنواع القبائح والمُهلكات . ختاماً نرجو من كلّ من قرأ هذا الكتاب ( الأصل أو الشرح ) أن يدعو لمؤلّفه وشارحه ، يقول الإمام النووي طالباً الدعاء ممن انتفع بهذا الكتاب : وأنا سائلٌ أخاً انتفع بشيء منه ، أن يدعو لي ، ولوالدي ، ومشايخي ، وسائر أحبابنا ، والمسلمين أجمعين . ويقول الشيخ الصابوني في خاتمة مقدّمته للشرح : وقد شرّفني الله عزّ وجلّ بتفسير كتابه العزيز ، فأخرجت في كتب التفسير مؤلفات كثيرة ، كما أكرمني بخدمة سنّة نبيه صلى الله عليه وسلّم ، فأخرجت بضعة كتب منها هذا الشرح المفيد لكتاب رياض الصالحين ، لأكون من زمرة من خدم الكتاب والسنّة بجهده المتواضع ، والله أسأل أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم ، إنّه سميع مجيب الدعاء ، وصلى الله على سيدنا محمّد وآله وصحبه أجمعين .
نظرا لوجود خلل فني منع من ظهور هذا المنشور على بعض أنواع أجهزة الهاتف المحمول قمنا بإعادة نشر هذا المنشور مرة أخرى (باقي صور الكتاب موجودة في الألبوم)