ترجمة حياة الشيخ محمود افندي التركي

ترجمة حياة حضرت الشيخ محمود افندي المجددي الخالدي الاوفي قدس سره

العام 1929م

طرابزون المدينة التركية الشمالية على ساحل البحر الأسود – مهد الأولياء ومنبت العلماء.

تتحقق أمنية الأب ويقع ما حلمت به الأم طويلا في قرية تافشانلي التابعة لبلدة أوف.

كانت السيدة فاطمة الزاهدة الورعة ابنة السيد طوفان تعد لابنها الذي حملته في رحمها لباسا من التقوى وتنسج هذا اللباس من خيوط الذكر وقراءة القرآن.

وأخيرا وبعد صبر طويل سيستجيب الباري جل جلاله دعاء عبده المسكين ويتقبل التجاء الأب الحزين بعد سنوات عديدة ويمنحه صبيا يتلألأ ضياء ونورا.

السيد كَلْ محمود أوفي أحد العلماء والأولياء – دعا له قائلا : [ليكن اسمك مطابقا لاسمي ولتكن معرفتك مطابقة لمعرفتي ولتكن علومك كعلومي إلا أني أسأل الله أن تكون أكثر تقوى مني].

بسبب هذا الدعاء المبارك جعله الله سبحانه من حفظة وخدام كتابه الشريف.

وتحت إشراف والده نقشت كلمات القرآن الكريم في عقله وقلبه ولم يبلغ من العمر سوى ست من السنين.

كان عليه أن يسابق الزمن في تحصيله للعلم فالحياة قصية والأوقات ضئيلة وبحار العلوم لا يعرف لها ساحل.

لازم صلاة الجماعة واهتم بها وحرص عليها وهو في سن الحادية عشر، ورأى أن النوافل هي من أهم الأسباب المقربة إلى الله عز وجل.

وبدأت تظهر عليه علامات الرجال العظام وسمات المجددين الكبار، وأكدت هذه الإشارات برؤية للشيخ محمد أفندي البلباني في ذلك.

تلقى علوم اللغة العربية في النحو والصرف واللغة الفارسية على الشيخ: (تسبيحي زاده).

وبعدها قرأ قراءات القرآن الكريم وتلقى علومها على العالم المقرئ والحافظ المتقن الشيخ محمد رشيد عاشق قوتلو أفندي.

درس علم الكلام والتفسير والحديث والبلاغة والفقه وأصوله وغيرها من العلوم الشرعية عند الشيخ دورسن فوزي أفندي المدرس بالمدرسة السليمانية، ونهل منها وبات يحتسيها قطرة قطرة وتوجت هذه المسيرة العلمية بالإجازة العلمية في العلوم العقلية والنقلية من الشيخ وهو في السادسة عشر من عمره.

وتمم الله فضله في تلك السنة من عمره بعد أن حصل على الإجازة بالقران من شريكة حياته والزواج من أم أولاده السيدة زهرة.

وبعد فترة قصيرة تفتحت ورود هذه العائلة النورانية بولادة كلٍّ من: أحمد وعبد الله وفاطمة.

وبعد الحصول على الإجازة العلمية رأى أن وقت العمل قد حان، وأن واجب تبليغ الدعوة قد آن فبدأ يؤم المسجد في قريته ويدرس الناس فيه من غير أن يتلقى أجرا أو راتبا متأسيا بسنة والده في ذلك.

وكان حاضرا في ذهنه دائما أنه لا سبيل للغوص في بحر العلوم والمعارف إلا لمن فاض قلبه بنور الحق واللطائف.

سلوكه للطريقة النقشبندية

وفي تلك السنوات من حياته بدأ سلوكه في الطريقة على شيخ الطريقة النقشبندية الكمشنماونية الشيخ أحمد أفندي مابسينوي لكن الإشارات الواضحة من الرؤى الصادقة تظهر أن مرشد الفتح والوصول هو الشيخ علي حيدر الأخسخوي فكان قلبه متوجها إليه وفؤاده متعلقا بالاجتماع به والسلوك على يديه وستأتي سنة 1952م ويتم له ذلك.

كان يدرس ويقرأ ويدرس ويقرأ معا على حد سواء حتى دفعه الله تعالى بتربية وتأسيس مجموعة من طلاب العلم النابغين وذلك قبل أن يلبس بذلته العسكرية.

باندرما سنة 1952م

كانت مرحلة الخدمة العسكرية سببا جديدا لفتح صفحة مشرقة من حياته فقد حصل فيها اللقاء الأول مع شيخه ومرشده إلى الله تعالى علي حيدر الأخسخوي.

هذا للقاء وإن كان الأول في عالم الشهود لكن الأرواح قد اجتمعت وتعانقت بينهما قبل ذلك في عالم الغيب والملكوت.

في العام 1954 تم تعينه إماما في مسجد شيخ الإسلام إسماعيل أفندي بإسطنبول وكان هذا العام هو عام الحزن عند الشيخ – بلغه خبر انتقال والده إلى الرفيق الأعلى وهو يؤدي فريضة الحج وذلك بعد أن كانت الم قد انتقلت إلى جوار ربها في وقت سابق، إلا أن أكبر عزائه أن والده دفن بالقرب من جده في مقبرة المعلا في مكة المكرمة، والأعظم من ذلك أنه دفن بجوار بل في كنف أمه أم المؤمنين السيدة خديجة رضوان الله عليها فاكتسب بذلك بركة جوار الأب والأم معا.

1960م الانقلابات العسكرية في تركيا

لم تمنعه التهديدات التي لا نهاية لها من أداء المهام التي كان يقوم بها لأنه تنتظره مهمة أجل وأكبر كانت قادمة إليه.

في الأول من آب أغسطس سنة 1960م انتقل شيخه الشيخ علي حيدر الأخسخوي إلى جوار ربه فخلفت وفاته عبئا كبيرا على أكتافه وأمانة عظيمة في عنقه إذ أصبح عليه أن يقوم بواجب التربية والسلوك والدعوة والإصلاح مكان شيخه الراحل.

ذهب لأداء فريضة الحج للمرة الأولى في العام 1962م وهذه الزيارة المباركة سوف تكرر كلما سنحت الفرصة له حاجا أو معتمرا إلى بيت الله الحرام.

بعد سنوات الانقلابات بدأت حالة الطوارئ في البلاد وصاحبتها ضغوط كثيرة: تهديد بالقتل، إسكات وقمع، وغير ذلك من أساليب الترهيب والتخويف.

ولكن مهما كانت الأوقات صعبة والضغوط شديدة فإنه سيقوم بواجب الإرشاد والتبليغ وسيصدع بالحق جاهرا به في وجه الظلم والباطل ولن يسكته الخوف أو يقعده الرعب وهذه هي سنة الأنبياء والمرسلين أمام الطغاة والظالمين.

قدم النصيحة والموعظة إلى جميع الفئات والأفراد في المجتمع بما فيهم مسؤولي الدولة الذين كانوا يزورونه وبين للجميع الطريقة السليمة والمنهجية الصحيحة التي يميزون من خلالها الحق من الباطل والصحيح من الفاسد.

وهذه هي الأمانة المعقودة في نواصي المخلصين في الدعوة إلى الله تعالى.

وبقيت البلاد على ما هي عليه بعد الانقلاب زمنا طويلا.

وقبل وقوع الانقلاب الثاني في الثاني عشر من شهر أيلول – سبتمبر- 1980م وفي أثناء الصراع الواقع بين أحزاب اليمين واليسار كان ينادي ويقول: [إن واجبنا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبنا هو إحياء الناس وليس قتلهم].

بهذه الكلمات الصادقة والعبارات المخلصة كان يوجه خطابه للناس عامة وللمسؤولين خاصة ليهدئهم وينـزل السكينة عليهم.

خصص ثلاثة أسابيع من كل سنة يطوف بها في جميع أنحاء وأطراف تركيا ليقوم بأداء واجب الدعوة والتبليغ ويطمئن فيها على أحوال المسلمين.

أراد أعداء الإسلام التخلص منه ومن دعوته حكمت عليه الإدارة العسكرية بالنفي من مدينة (إسطنبول) إلى مدينة (اسكي شهير) إلا أن لطفا إلهيا وتأييدا ربانيا صرف عنه هذا البلاء وحال دون تطبيق هذا القرار.

وقيد الحق سبحانه الشيخ صلاح الدين قايا مفتي إسطنبول ناصرا له ومدافع عنه لأن الحق تعالى يدافع عن الذين آمنوا.

ولكن هذه الابتلاءات والامتحانات لم تنه، فأشد الناس بلاء هم الأنبياء ثم العلماء وستستمر الابتلاءات للشيخ محمود أفندي وتتوالى بعد هذه المرحلة:

في تموز (يوليو) 1982م:

قتل مفتي اسكودار الشيخ حسن علي أو نال وحاول بعض المغرضين اتهام الشيخ محمود بأن له يدا فيها وأدلى ببيانات كاذبة واستمرت المحنة لمدة سنتين ونصف وبعدها كشفت الغمة وظهرت الحقيقة وحكمت المحكمة ببراءة الشيخ.

وفي العام 1985م أحيل لمحكمة أمن الدولة بسبب درس وموعظة ألقاها واتهم فيها أن خطابه كان ضد مبادئ العلمانية في البلاد إلا أن المحكمة حكمت له بالبراءة.

الخروج للدعوة والتبليغ في جميع أنحاء العالم

وبعد ثمان سنوات خرج الشيخ من ربوع القرآن الكريم إلى بلاد كثيرة ليسقي القلوب العطشى ويروي النفوس القاحلة.

إنه الغيث المحمل بأمطار الرحمة والنور، حمل في قلبه نور كلام الله، وكانت خطواته ثابتة بتأييد وتمكين أهل الله وبين يديه مصباح سنته عليه الصلاة والسلام، ولم تقيده حدود البلاد بل طويت له الأرض حتى وصل إلى ألمانيا والمملكة المتحدة.

وفاة زوجه وخليلة حياته: (زهرة)

بعد صراع طويل مع المرض المؤلم انتقلت إلى رحمته تعالى زهرة عمره ورفيقة دربه، ففوض أمره لله محتسبا صابرا راضيا بتقدير مولاه وذلك في شهر أيار (مايو) 1993م.

لكن الشيخ السلك نهج سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم لن يرض أن يعيش وحيدا بل إنه سيتزوج السيدة (مشرّف) ابنة الشيخ منصور بيدمير أفندي من أشراف (قهرمان مرعامش) ليكمل معها مسيرة حياته وكان ذلك في شهر آب وأغسطس 1993م.

في العام 1996م أحيل على التقاعد بسبب تقدمه في العمر وبذلك تنتهي خدمة الشيخ لمسجد شيخ الإسلام إسماعيل آغا هذا المسجد الذي خدمه لسنوات طويلة، إلا أن قيامه بمهمة الدعوة والتربية والإرشاد لن تنته بل ستستمر إلى وقت تلبية النداء الأخير من الرفيق الأعلى.

الأيدي الخفية والنفوس الحاقدة على الشيخ ودعوته:

في 7/ أيار (مايو) 1998م

من أكثر الأشياء التي آلمته في حياته هي عملية اغتيال صهره الشهيد الشيخ خضر علي مراد أوغلو حيث طالته يد الغدر وقتلته بالرصاص في مسجد إسماعي آغا وفي هذه الحادثة إشارة على مدى خطورة الأعداء وحجم القضية الملقاة على عاتق الشيخ تأثر الشيخ محمود أفندي بسبب هذه الفاجعة تأثرا كبيرا أدى إلى مرضه وتخلف إثر ذلك عن درسه الأسبوعي المتواصل من أربعين عاما والذي كان يقيمه يومي الأحد والاثنين للرجال والنساء.

لم يكن هناك شيء يذهب الحزن من القلب ولم يكن هناك شيء يشفي تلك الجروح والآلام سوى الوقوف على عتبات المواجهة المشرفة أمامه عليه الصلاة والسلام والجلوس في الروضة الطاهرة لإلقاء التحية والسلام والطواف حول الكعبة الطاهرة ورؤية بيت الله الحرام.

لقد كانت هذه الزيارة إلى البلد الحرام والتي استمرت أربعين يوما شفاء للآلام وإذهابا للأحزان التي تمكنت واستمرت في القلب وتوجه بعدها إلى بخارى وسمرقند وطشقند على عادته لزيارة العلماء والأولياء.

ولا سيما مولانا محمد بهاء الدين شاه نقشبند مؤسس الطريقة النقشبندية العلية.

ولكن الآلام والأحزان ما رضيت بهجرته وفراقه فما لبث إلا أن عادت إليه بعد ست سنوات من استشهاد صهره بوفاة ابنته السيدة فاطمة رحمها الله في (29) من شهر كانون الأول (ديسمبر) 2005م.

زيارة علماء الهند:

في شهر شباط (فبراير) من العام 2005م بدأ رحلته إلى الهند لزيارة علمائها وصالحيها وخصوصا شيوخ ومصابيح سلسلة الطريقة النقشبندية وعلى رأسهم الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي قدس الله سره الشريف.

الزمان حزيران (يونيو) سنة 2005م المكان الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة مركز العالم لقد حدث فيها أمر غريب عجيب لم يقع مثله منذ عدة قرون، يدخل الشيخ محمود أفندي إلى ساحة الطواف لأداء العمرة ومعه ثلاثون ألف مريد يملؤون ساحة الطواف وكلهم يلبون ويدعون الله بصوت واحد.

في الثالث من شهر أيلول (سبتمبر) عام 2006م تعود المحنة وتكشف وجهها من جديد في ذلك اليوم وفي داخل مسجد إسماعيل آغا تمتد أيادي الغدر الخبيثة لقتل الشيخ بيرم علي أوزتورك من أكبر طلاب الشيخ ومعيد درسه طالته وهو يلقي درسه على كرسي الوعظ والإرشاد ولم ترقب فيه إلا ولا ذمة ولا حرمة للمكان ففاضت روحه الطاهرة الشهيدة وعرجت إلى أبواب السماء المفتحة في اللحظات التي كانت الأيدي ممتدة إلى السماء تدعو ربها.

كان هذا هو الحادث المؤلم بعد استشهاد صهره الشيخ خضر أفندي ولكنه ما زاده إلا ثباتا وتصميما على استمرار الرسالة ورضاء وتسليما لأمر الله تعلى فكانت كلماته تعبر عما في نفسه قائلة: (عزاؤنا أن رسالة الإسلام مستمرة).

أبعد نفسه عن كل أشغال الدنيا وقدمها للدعوة والإرشاد إلا أن جسده لم يعد يحتمل فقد ضعف ونحل.

وفي العام: 2007م وبقرب مكان إقامته الجديدة في حي جاويش باشا بإسطنبول عادت الأيدي الغادرة التي امتلأت نفوسها حقدا وغلا على الشيخ ودعوته لتصب وابلا من رصاص الكره والحقد على سيارته وعلى المشفى الذي كان يتلقى العلاج فيه وكان هذا الحدث وما سبقه من الوقائع دليلا على عمق الصراع بين الحق والباطل بين الإسلام والكفر وأن هذه المعركة مستمرة إلى الأبد.

ولكن مواصلة ومتابعة حمل لواء الدعوة والتربية والتبليغ والإرشاد أمر لا حياد عنه لأن هذه الطريق هي طريق الأنبياء والمرسلين والعلماء العارفين المجددين وصاحب هذه القضية هو الله جل جلاله. والشيخ محمود أفندي هو أحد خدام هذا الطريق في هذا الزمن الصعب المرير لن يمل ولم يتعب من تقديم الخدمة لها بل هو سائر بمهمة الإصلاح والإرشاد في جميع أنحاء البلاد.

كان الكتاب أنيسه وسميره يطالع فيه حتى وقت متأخر من الليل وكان يلاطفه شيخه علي حيدر أفندي قائلا: [يا ولدي ولدي الذي سار على نهجي وطريقي وليس ولدي الذي خرج من صلبي].

وفي مدينة اسطنبول استفاد الكثير من الأئمة والدعاة والمفتين من علوم الشيخ محمود أفندي في أوقات كانت الظروف فيها قاسية جدا.

وفي وقت كان من النادر أن ترى فيه قارئا للقرآن بالأحرف العربية وفي مدة زمنية تراوحت بين أربعين إلى خمسين عاما، فترة قصيرة إلا أنها كانت كفيلة بتخريج آلاف من الحفاظ والمعلمين الرجال والنساء وتدريب لعشرات الآلاف من الطلبة ونشر الوعي الإسلامي لدى الملايين في جميع أنحاء تركيا.

لم يتنازل خلالها عن أصل من أصول الشريعة ولم يداهن أو ينافق لأحد من رجال الدولة أو السياسة بل كانت ثقته بالله تحفظه وعزة العلماء ترفعه وتأييد أهل الله له يثبته.

وفي سنة 2009م في دمشق الشام الشريفة مدينة العلم والمعرفة والحكمة من قديم الزمان

كان فضيلة الشيخ محمود أفندي يزور أحد كبار رجال السلسلة النقشبندية الطاهرة من جمع بني العلم والتصوف مجدد الألف الثاني ذو الجناحين مولانا خالد البغدادي قدس الله سره وفي تلك الليالي الزاهية في هذه المدينة النيرة اجتمع كبار علمائها في منزل العلامة الراحل والشيخ محمد صالح الفرفور رحمه الله مؤسس النهضة العلمية مجمع الفتح الإسلامي وبإشراف ولده الفاضل الدكتور حسام الدين الفرفور احتفالا بقدوم وزيارة الشيخ محمود أفندي للشام الشريفة.

وحضر إمام المذهب الحنفي في الديار الشامية الشيخ عبد الرزاق الحلبي وإمام عقيدة أهل السنة والجماعة الشيخ محمد أديب الكلاس والعلامة الحجة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وغيرهم من كبار العلماء والوجهاء في هذه البلاد لتكريم رجل جمع بين العلم والمعرفة والشريعة والطريقة والورع والتقوى من زمن الفتوة وحتى بلوغ الثمانين من العمر.

وقد قيم العلامة الشيخ علوي المالكي إمام أهل السنة والجماعة الشيخ محمود أفندي ودعوته قائلا: [شاهدت بعض التجمعات التي ركزت على الجانب العلمي وأهملت التصوف والبعض الآخر من التجمعات أعطت الأهمية والأولية للتصوف على حساب العلم أما الشيخ محمود أفندي وجماعته فقد نجحوا في الجمع بين هذين الاثنين].

وأما العلامة الشهير محمد علي الصابوني فقد غرف من هذا البحر العظيم ونهل منه الخير الكثير وسلك الطريقة على يد الشيخ محمود أفندي وأخذ عنه الحقيقة وقال: [إن الشيخ محمود أفندي ليس شيخ تركيا فحسب بل شيخ العالم كله].

ومن العلماء الذين سلكوا على يد الشيخ وأخذوا عنه:

العلامة الشيخ محمد أمين أر خليفة السيد الجزري والشيخ إبراهيم الأحسائي من علماء المملكة السعودية والشيخ أحمد نور سيف من علماء مكة المكرمة والعالم الكبير السيد علي علوي كروجو مدير مكتبة عارف حكمت في المدينة المنورة والشيخ خالص أفندي مفتي مدينة أرض روم وغيرهم من العلماء البارزين الذين يصعب حصرهم في هذه العجالة.

العام 2010م

النصف الأول من القرن الحادي والعشرين

توجه من اثنين وأربعين دولة ثلاثمائة وخمسين عالما وشخصية فاضلة إلى مدينة اسطنبول تدفقوا جميعا إليها بنور علمهم وبياض ثيابهم وهيبة عمائمهم وفدين بلباس العزة والوقار مما يحملونه من علم ومعرفة قادمين من أجل المشاركة في حفل تكريم وتقديم جائزة الندوة الدولية من اجل خدمة الإنسانية لفضيلة العلامة المربي الشيخ محمود أفندي النقشبندي وقد استضافهم جميعا وضمهم إلى صدره.

كما استضافهم الصحابي الجليل سيدنا أبو موسى الأنصار الراقد عند أسوار إسطنبول وكان قدوم هؤلاء العلماء واجتماعهم حدثاً إسلامياً عظيماً لم تشهده إسطنبول منذ عقود طويلة، اجتماع لمن غسل القرآن قلوبهم ورفع العلم منـزلتهم.

يتحدثون عن أحوال العالم الإسلامي يؤكدون على أهمية اتباع السنة النبوية، يعلنون أن الحرية الحقيقية لا تكون إلا في ظل التمسك بدين الإسلام والاعتصام بحبل الله .

يتكلمون وتعلوا عمائمهم عظمة الإسلام وتنطق أفواههم بحكمة العلم والدين الجميع يستمع بمتعة وإنصات إلى هذه الكلمات الطاهرة التي تخرج من القلب فتدخل في الفؤاد.

إن هذه النفحات الظاهرة التي تخرج من فم العالم العارف الشيخ أسامة الرفاعي مفتي عكار تظهر أن الشيخ هو المجدد في هذا العصر والزمان.

يقوم فضيلة الشيخ محمود أفندي باستقبال العلماء والأفاضل من جميع أنحاء العالم الذين وفدوا إليه زائرين ويتبادلون هموم دعوتهم مع فضيلته وفي نهاية المطاف يقومون بتقدير ما قام به من الأعمال العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين.

جعلنا الله من الخدام لهذا الدين السالكين على طريق نبيه ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.

 

 

PAYLAŞ